حين يقول القائد شكراً … تبدأ الثقافة في التغيّر

المدوّنة

featured image

في عالم الإدارة تتصدّر الأرقام المشهد، وتُقاس النجاحات بالمؤشرات والخطط والاستراتيجيات، لكن خلف كل تلك المقاييس تكمن قوّة خفيّة لا تُدرّس في كتب الإدارة، ولا تُرصد في تقارير الأداء، بل تُختصر في كلمتين بسيطتين: شكراً لك.

إنه الامتنان الحقيقي صادق النية، الذي يعبّر عن تقديرٍ عميقٍ يترك أثراً لا يُنسى في القلوب قبل العقول.

لماذا يُعدّ الامتنان استراتيجية قيادية؟

عندما تُبنى بيئة العمل على شعورٍ حقيقي بالتقدير، ويُدرك كل فرد أن جهده يحصل على الاحترام، تتحوّل الثقافة الداخلية إلى قوة دافعة تجعل الفريق يعمل بدافع الشغف قبل المصلحة. في مثل هذه البيئة، يصبح الامتنان والشكر والتقدير أكثر من مجرد كلمات، إنها بنية عمل تدفع الأفراد إلى:

  • تقديم أفضل ما لديهم عن قناعة.
  • البقاء متحمّسين حتى في أوقات الضغط.
  • دعم زملائهم بدل الدخول في منافسة.
  • البحث عن الحلول بدل التمسّك بالأعذار.

إيقاع العمل تحت الضغط قد يؤدي إلى التقدم نحو الأمام، لكن التقدير هو ما يمنح المسار معنى. فما يرسخ في الذاكرة ليس العمل ذاته، بل التجربة التي شكلته.
وغالباً ما يبقى الأفراد في وظائفهم وأماكن عملهم لأنهم يشعرون بالتقدير المناسب من حيث:

  • أن ما يفعلونه له قيمة.
  • أن صوتهم مسموع.
  • أنهم في رحلة نمو وتطور مستمرة.
  • أن جِدهم واجتهادهم مقدر.

الامتنان لا يُضعف الانضباط، بل يجعله أكثر إنسانية، فالأفراد يعملون أفضل حين يشعرون بالاحترام، لا حين يُعاملون كأدوات

كيف يؤثر الامتنان في علاقاتنا مع العملاء؟

عندما نتجاوز رؤية العميل كهوية بصرية أو اسم تجاري، ونقدر قيمة تجربته معنا، نصبح نقطة تأثير حقيقية ونرتقي بمستوى العمل الذي نقدّمه وعند ذلك:

  • تتحوّل المتطلبات إلى مساحات نقاش.
  • تصبح الملاحظات عملية تناغم لا نقطة صدام.
  • تغدو المواعيد النهائية محطة إنجاز مشترك.

ميزة قيادية لا تُدرَّس في كليّات إدارة الأعمال

لا يزال الكثيرون يربطون القيادة والإدارة بإظهار السلطة وارتفاع نبرة الصوت، والقرارات التي لا تقبل المراجعة بينما يكمن جوهر القيادة الحقيقية في اللحظات الهادئة التي يندر الانتباه لها، كاللحظات التي يقال فيها عبارات بسيطة، لكنها تحمل أثراً عميقاً، مثل:

  • شكراً لأنك بذلت جهداً إضافياً.
  • فكرتك غيّرت مسار المشروع.
  • أثق برأيك.
  • لقد تركت أثراً.

في AAAGENCY، الامتنان ليس استراتيجية فحسب بل هو نهج نعمل به، حيث :

  • نشكر فريقنا على حضوره في كل لحظة وعمله بشغف.
  • نشكر عملاءنا على ثقتهم بنا.
  • نقدر تحدياتنا لأنها تُبقينا مبدعين.

فالقيادة القائمة على التقدير تخلق عملاً قائماً على النية والمعنى، لأنك حين تقود بالاحترام، تُبدِع بالقوّة.

فالتقدير ليس مجاملة عابرة، بل جوهر قيادة ناضجة، وحين يكون الاحترام أساس العمل، يغدو الإبداع أكثر قوة، وأكثر قدرة على ترك أثرٍ حقيقي.